شهد الحياة Admin
المساهمات : 118 تاريخ التسجيل : 23/03/2008 الموقع : http://www.elshahd.net/vb/index.php
| موضوع: هجماتهم------------------ الأربعاء مارس 26, 2008 2:10 pm | |
| [size=21]الوقفة ( 18 )
محمد صلى الله عليه وسلم طاهرا مطهرا
قال تعالى :
(( يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا * وداعيا إلى الله
بإذنه وسراجا منيرا ))
لقد أكمل الله سبحانه المحاسن لرسوله صلى الله عليه وسلم
وأتم عليه نعمة الفضل ، واختصه بالعناية حتى صار الأسوة الحسنة
في كل فضيلة ..
فمنه تتعلم فنون المكارم
ومن برديه تنبع صفوة المناقب
لأن من لوازم القدوة أن يكون مثاليا جامعا لما تفرق في الأخيار من سجايا حميدة
فكان صلى الله عليه وسلم ذاك الإنسان المجتبى من ربه المصطفى من خالقه
ليقود الناس الى أحسن الأخلاق وأنبل الأعمال وأكرم المذاهب.
فأما مخبره صلى الله عليه وسلم
فهو الطاهر المبارك الذي غسل قلبه بماء الحياة فصار أبيض نقيا مطهرا
وقد أذهب الله من صدره كل غيظ وحسد وحقد وغل وغش
فصار أرحم الناس قاطبة
وأبرهم كافة
وأكرمهم جميعا
فعم حلمه وكرمه وطيبه وجوده الحاضر والبادي والقريب والبعيد
فنفسه أذكى نفس ، وباله أشرح بال ، وضميره أطهر ضمير
وحُق له أن يكون كذلك لأنه المرشح لقيادة العالم وإصلاح الكون وتقويم
البشرية ، قال تعالى :
(( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ))
- ينهى عن الغضب ويقول :
" لا تغضب "
ويكون أبعد الناس عن أسباب الغضب المشين دوافعه
بل وسع الناس حلما وأمطرهم كرما وأوسعهم عفوا وصفحا.
- ويقول :
" لا تحاسدوا "
ثم يكون المعافى من هذا الداء القاتل
فليس في كيانه ذرة من حسد ، أو قطرة من حقد ، صانه الله من ذلك
بل هو الذي وزع الخير على العالم وقسم الفضل من الله على الناس.
- ويقول :
" ولا تدابروا ، ولا تقاطعوا "
ثم يترجم هذا الخلق النبيل من الصلة والبر والإحسان
فيصل من قطعه ويعفو عمن ظلمه ويعطي من حرمه
إنه أعظم عبد صحت فيه آية :
(( والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس ))
- ويقول :
" إن الله أوحى إلي أن تواضعوا "
فيكون هو التواضع كله صورة ماثلة ومشهدا حيا وحقيقة قائمة ..
يركب الحمار
ويخصف النعل
ويجلس على التراب
ويحلب الشاة
ويقف مع العجوز
ويذهب مع الجارية
ويخالط المساكين
ويضيف الأعراب
ويجالس الفقراء.
- ويقول :
"خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي "
فيتمثل فيه هذا الحديث أعظم تمثيل
فإذا الرحيم هو الودود بأهله يدخل عليهم ضحاكا بساما
يداعبهم بأرق العبارات ويلاطفهم بأحسن التعامل
يشاركهم الخدمة ويجاذبهم أحلى الحديث ويبادلهم أجمل السمر
بلا فظاظة ولا غلظة ولا لوم ولا تعنيف ، قال تعالى :
(( وانك لعلى خلق عظيم ))
- قال له رجل وهو يقسم الغنائم :
اعدل يا محمد
فرد عليه :
" خبت وخسرت فمن يعدل إذا لم أعدل ؟ "
وصدق وبر فيما قال
فليس في العالم أعدل منه
وإذا لم يكن عادلا صلى الله عليه وسلم فقد انتهى العدل في الدنيا
وطوي من الناس ، وارتفع من الأرض
وهل العدل إلا حكمه ؟
ولو كان العدل شخصا ناطقا ثم سألته من أعدل البرية ؟
لقال محمد صلى الله عليه وسلم.
ومن صور عدله في أحكامه وإنصافه حتى من نفسه
أنه طلب من بعض أصحابه أن يقتص منه
وأقسم لو أن فاطمة ابنته سرقت لقطع يدها
فكان لا يحابي أحدا في الحق
ولا يشفع عنده بشر في الحدود
- وقد صاح في وجه أسامة بن زيد رضي الله عنه وهو من أحب الناس إليه
لما شفع في المخزومية التي سرقت :
" أتشفع في حد من حدود الله "
- وحكم بين الزبير و رجل من الأنصار رضي الله عنهما ، فقال الأنصاري :
أن كان ابن عمتك ؟ يعني أن الزبير ابن عمتك صفية فحكمت له ؟
فأنزل الله :
(( فلا وربك لا يؤمنوا حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم
حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما ))
فكفى بالله سبحانه شهيدا على عدل رسوله صلى الله عليه وسلم
وصدق أحكامه .
فهو مؤسس العدل في العالم
وهادم صرح الظلم
واعترف بذلك العدو والصديق والكاره والمحب.
وأما جمال ظاهره صلى الله عليه وسلم
فهو عنوان كتاب قيمه المثلى ، وبوابة قصر محاسنه الجلى
فكان أجمل الناس وجها وأبهاهم محيا
وأزهرهم جبينا وأنورهم طلعة
رقيق البشرة طيب الرائحة ، زكي الشذا.
عرقه كالجمان ، وأنفاسه كالمسك
يقول أنس رضي الله عنه :
( ما مسست حريرا ولا ديباجا ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
ولا شممت مسكا ولا عنبرا أزكى من رائحته )
يصافحه الرجل فيجد آثار الطيب في كفه أياما عديدة من أثر مصافحته .
وكان صلى الله عليه وسلم
حي العاطفة جياش الفؤاد
يضحك للنادرة ويهش للدعابة
ويتأثر للموقف ويبكي رحمة
ويلين شفقة ويمتلئ خشية
إذا سالم فأوفى الأوفياء وأكرم الأصدقاء
وإذا حارب فأعتى من الرياح النكباء وأمضى من الصعدة السمراء
وإذا أعطى فأجود من تحت السماء وأسخى من شربة الماء
وإذا رضي ملأ القلوب سعادة وعمر المجلس حفاوة
وإذا غضب في الحق كان أمضى من السيف حسما ، وأقوى من الأيام حزما.
يضحك بأسنان كالبرد
ويبكي بدموع كالمطر
ويعطي بكف الغيث
ويقابل بمحيا كالفجر
لا يمل جليسه حديثه
ولا يسأم رفيقه صحبته
ولا يطيق من عرفه فراقه.
يخرج الى العيد في حلة حمراء زاهية باهية ، بوجه طلق بشوش
أجمل من العيد وأجل من تلك الفرحة
فكان عيد الصحابة الأعظم رؤيته وسماع حديثه والتمتع بصحبته
ويحضر الاستسقاء متخشعا مبتذلا متضرعا باكيا
فكان أعظم موعظة عند المسلمين رؤية ذاك الوجه الخاشع
والنظر الى تلك الدموع الصادقة والمنظر المؤثر.
ويخوض صلى الله عليه وسلم الحرب ويشعل المعركة بقلب وثاب
ونفس ثابتة وعزم صادق
فتنهزم أمامه الصفوف وتتراجع من سطوته الأبطال
فأشجع الصحابة وقت الذروة يتقي به
وأعتى الكماة لحظة الموت يحتمي به. | |
|